الرئيسية » إعداد خدام » تأملات

دروس روحية من شخصيات كتابية - شخصية إبراهيم

شخصية ابراهيم

 

كان الإسم الأول له أبرام Abram "الأب الرفيع" أو "الأب المكرّم" وتم تغييره فيما بعد إلى ابراهيم ومعناه "ابورهام" أي "أبو جمهور" (تك17: 5)، وكانت حياة هذه الرجل الرائع الذى أستحق أحلى الالقاب مثل أبو المؤمنين وايضاً خليل الله

 

أحلى الدروس الروحية التى نتعلم منها:-

 

1- حياة الطاعة: أول ما نسمعه عن الرجل هو دعوة الله له إلى أرض لا يعلمها " وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: "اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ... فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ" (تك12: 1، 4)، خرج وهو لا يملك سوى دعوة الله له وإيمانه بصدق هذا الوعد، لم يقل للرب أرنى لأخرج فمنطق الله أخرج لترأى، وفى إصحاح الإيمان يقول"بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثاً، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي"(عب11: 8).

 

2- حياة المذبح: بعد الطاعة "ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: "لِنَسْلِكَ أُعْطِي هَذِهِ الأَرْضَ". فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ"(تك12: 7)، ففى طاعتنا نتمتع برؤية الرب وأيضاً نمتلك المواعيد الثمينة لنسلك أعطى هذه الأرض، فالنتجة الحتمية لهذا اللقاء فبنى هناك مذبحاً للرب، وهذا هو سر القوة فى حياة هذا الرجل الرائع، فالمذبح مكان الشركة الدائمة وأيضاً مكان العبادة والإلتقاء بالرب، وأنت صديقى هل المذبح موجود فى حياتك؟ أم أنه لم يُبنى حتى الآن؟ أم أنه منهدم منذ زماناً فات؟ .

3- حياة الخيمة: فإن أردنا أن نلخص حياة إبراهيم نقول عنها "خيمه ومذبح" "ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيلٍ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ"(تك12: 8)، رغم غنى إبراهيم وممتلكاته لم نقرأ عنه أنه بنى بيتاً، فقط خيمه وهذا لإحساسه اليقينى بأنه غريب ونزيل فى هذا العالم، إقرار الغربة خيمة "أَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ"(عب 11: 13)، فنحن لسنا من هذا العالم فيوماً ما سنتركه فكنت فى قصر أعيش أو كوخة بلا حمى سيان عندى فإنى ضييف معد للسماء، فهل هذا هو إقرارنا نحن أيضاً أم ان العالم قد تغلل فى قلوبنا وأصبحنا نحب العالم والأشياء التى فى ونساينا أننا غرباء ونزلاء، قال القديس أغسطينوس " تجلس على قمة هذا العالم عندما تشعر أنك لا تحتاج شيئاً من هذا العالم". 

 

4- حياة المحبة: صعد مع ابراهيم لوط ابن أخية سائراً معه، وبعد وقت ليس بكثير "فَحَدَثَتْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنَ رُعَاةِ مَوَاشِي أَبْرَامَ وَرُعَاةِ مَوَاشِي لُوطٍ.. فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ: "

لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ لأَنَّنَا نَحْنُ أَخَوَانِ"(تك13: 7، 8)، فرجل الله لا يعرف الخصام والكراهية فالمحبة أعظم إعلان عن إيماننا وحياة الله فينا،

فيقول الرسول يوحنا "نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ"(1يو3: 14)،  وعند أُسر لوط مع أهل سدوم الأشرار أسرع إبراهيم لإنقاذه مضحاياً بنفسه لأنه يحب لوط، فكم نحتاج هذه الأيام إلى المحبة الأخوية وإطلاق الغفران بعضنا لبعض وأن تكون هذه المحبة من قلب طاهر وبشدة.

 

5- حياة الإيمان: فى إصحاح الإيمان يكتب لنا إبراهيم "بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ... الإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ ... الإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ ...

إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ"(عب11: 8، 9، 17، 19)، بالإيمان أطاع، بالإيمان تغرب، بالإيمان قدم، وهذا هو عمل الإيمان فينا، والسؤل كيف قدم

إبراهيم اسحاق الإبن الوحيد الذى فيه تمت المواعيد، وكأنه يعلن فى قلبه ان محبته للرب أقوى وأعظيم من محبته لإبنه إسحاق، وأيضاً لثقته فى الرب بأنه قادر أن يقيمه من الأموات، ونظير هذا الإيمان يمتلك إبراهيم أعظم المواعيد من ملاك الرب "وَقَالَ: "بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ. أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراًكَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ. وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي" (تك22: 16-18). فهل لنا هذا الإيمان، يارب زد وأعن ضعف إيماننا.

                                                                                                

   القس/ ناشد غالي

   رسالة الخلاص