الرئيسية » قصص » حكايات

حكايات

كيف تكلمت النخلة !

في اقليم البنغال في افريقيا كانت امرأة تدعي ناجوزى ترعى طفلتين

واحدة تدعي بنجالا وهى ابنة الملك والاخرى تدعى أناتي وهى ابنتها .

وحين تبكيان في وقت واحد كان علي ناجوزى ان تلبي رغبة ابنة

الملك اولا قبل ابنتها .. وحين كانتا يطلبان شئا واحدا فلابد ان يكون

من نصيب بنجالا ابنة الملك.

وقد تضرب بنجالا , ابنة الملك , اناتى ابنة ناجوزى او تشدها من شعر

رأسها , وكان علي أناتى ان ترضي أو تتسامح فيه والا نالها عقاب شديد.

وذات يوم جاء رجل أبيض ومعه بوق كبير ووقف علي تل عال

وجعل يقول : لقد جئت لكم من وراء البحار , من بلاد بعيدة لاقول لكم

رسالة من رب السماوات, ملك السماء والارض أنه يريد ان يجعلكم شعبا له .. أنه يحبكم .

وقد فرح ملك البلاد والد بنجلا بهذا الرجل وجعل يستمع له يوما فيوما .

بنجالا و أناتى سمعتا الرجل الابيض يقول للملك ان الله قادر علي كل شئ

ويعرف كل شئ وانه في كل مكان وخالق كل الناس وانه يحب كل العالم

حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية .

أناتى سمعت وأمنت , ولكن بنجالا لم تكن تريد ان تصدق انها خاطئة تحتاج

الي خلاص. وحين آمنت أناتى خلصت وصارت إبنة لله وتعجبت بنجالا من

التغير الذي حدث لأناتى فأنها تابت عن الكذب  او السرقة او الحلفان او

الشقاوة تماما وكانت تحب الآية التى تقول " بهذا يعرف الجميع

انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضا لبعض ".

وذات يوم ذهب الرجال , رجال القبيلة في البلد كلها الي الغابات ليصنعوا

عيدا مقدسا وتركوا السيدات  والاطفال وحدهم في البلد فجاء جيش

من قبيلة معادية بالحراب والسهام ليختطفوا بنجالا ابنة الملك لأن

اهل قبيلته كانت قد سرقت مواشيهم , فأرادوا أن يأثروا لأنفسهم .

وكانت بنجالا ترتعد خوفا من ذلك الاختطاف !وجعلت أناتى تقول لها

لا تخافي يا بنجالا الرب يحبك وسيخلصك .

قالت لها بنجالا: الرب لا يحبني لاننى لم احبه  ولم أقبل الرب يسوع ابنه

الوحيد فاديا لي كما فعلتى أنت يا أناتى !

قالت لها أناتى : انا احبك يا بنجالا.

قالت : انت لا تستطعين ان تحبيني .. لانى انا كم أغضبتك وكنت انانية

معكى وضربتك احيانا وكم شددت شعرك وأهنتك !

قالت لها أناتى : اسمعى يا بنجالا ... اذا خطفك الرجال الاشرار وقتلوكى

ستذهبين الي الجحيم لانكى لم تؤمنى بعد بالمخلص . ولكن ان اخذونى

انا وقتلونى فسأذهب الي السماء مع الرب يسوع – فأعطيني ملابسك

وجواهرك وخذي ملابسي المتواضعة , ليخطفونى ويتركوك حتى تؤمنى فما رأيك في هذا ؟

حالا تبادلتا الملابس وتزينت أناتى بحلي بنجالا , وحين جاء الرجال الاعداء

اختطفوا أناتى حاسبين اياها ابنة الملك .

وحين جاء الاعداء الي خارج البلد سمعوا صوتا رهيبا كالرعد يأتى من

اعلي نخلة ضخمة يقول بلغتهم العادية : قفوا- ضعوا الطفلة حالا .

وتركوا  حالا وهربوا مسرعين الي بلدتهم .

فأسرعت أناتى مهرولة الي البلد وحين قابلتها بنجالا قالت لها :

آه يا أناتى ! اننى لم افهم محبة الرب يسوع الي ان رأيتك تأخذين مكانى

وحتى رأيتك تضحين بنفسك من أجلى . الأن انا آؤمن ان الرب يسوع قد

مات من أجلي و أخذ مكانى علي الصليب انا الخاطئة .

وكم كانت أناتى سعيدة بهذا الاعتراف, وحين حضر الملك والشعب

من عمل عيدهم في الغابة وعلموا بالامر , قال لهم الرجل الابيض

كيف تكلمت النخلة .

لقد وضع الميكرفون فوق النخلة الليلة السابقة ليعظ منها ويرنم للناس ,

ولما علم بقصة اختطاف الفتاة تكلم في الميكرفون آمرا ان يقفوا ويتركوا

الطفلة المختطفة واذ صدر لهم الامر من اعلى النخلة ارتعدوا وخافوا

وفروا هاربين, ضحك الملك وجميع الشعب من هذه الحيلة الجميلة

وآمنوا بالرب يسوع جميعا.

د/ زكريا عوض الله

(رسالة الخلاص يوليو1987)