الرئيسية » إعداد خدام » موضوعات تهمك

كنس الماء

كنس الماء

لأن القصة الآتية إنعكاس للواقع لذا يمكن إفتراض إنها حقيقية .

تم إختيار سبعة أشخاص من نزلاء الدار ليقوموا بمهمة محدده " كنس الماء " .

.. كانت أرض المهمة حجرة كبير بها بالوعة واحدة في نهايتها و الأدوات

المتاحة هي مكانس و المطلوب هو كنس الماء الذي يملأ أرضية الغرفة

بإتجاه البالوعة حتى جفاف الغرفة تماما.

 

بدء العمل بنشاط و همة ، الماء يتحرك بسرعة بإتجاه النهاية و العمل

قارب الإنجاز ..هكذا ظنوا .. لكن الماء لم ينته من الغرفة بل في

زيادة مستمرة .. المهمة لم تتم بعد! ، الماء في الغرفة يزداد . لابد من حل .

 

إجتمعوا على عجالة و قرروا أن يضاعفوا المجهود ، و قد كان .

. لكن الماء مازال موجود ، إجتمعوا مرة أخرى ليجربوا حلولا جديدة بديلة ،

أحدهم أعاد تنظيم صف كنس الماء ، آخر طلب تغيير المكانس ،

أغلبهم أصر على طلب المزيد من الأيدي العاملة ، شكلوا لجنة

منهم لإيجاد الحل ، لتخرج بتوصية بسيطة زيادة عدد البالوعات! .

.. شكلوا لجنة أخرى ليعرفوا من المقصر في حل المشكلة ،و أخرى

لإيجاد حل سريع و لو مؤقت لحل مشكلة الماء ... حاولوا بجهد فكروا

بإخلاص لم تكن لهم أهداف شخصية ... فعلوا كل شئ إلا أن يعلنوا

للمسؤلين و للملأ فشلهم في إيجاد حل و في إدارة أزمة كنس الماء،

فهم مازالوا يعتقدون إنهم لم يفشلوا بعد !

 

أحدهم إنسحب في صمت و بدون علم الآخرين ليخبر الإدارة

عن فشلهم في كنس الماء و سألهم عن حل ، فأخبروه : ببساطة

عليك إغلاق الصنبور الذي في ركن الغرفة قبل البدء في الكنس! ،

لكن لا عليك بهذا فأنت لن تعود للغرفة مرة أخرى و لن تكون

نزيلا في دار رعاية المجانين فيما بعد لأنك قد أجتزت إختبار إكتشاف العقلاء بنجاح .

 

في حياتنا توجد غرف كثيرة تحتاج إلى كنس الماء بها ،

لكننا غالبا ما نسلك الطريق الخطا لحل المشكلة ، فنحن نشكل لجان،

نغير مسؤلين، نعيد ترتيب الصفوف ، نعقد إجتماعات ، ندير مناقشات ،

نضاعف العمل او العاملين ، نفعل كل شئ إلا الإعتراف بالفشل و إغلاق الصنبور .

 

الحل يبدأ من الإعتراف بالفشل مع الوضع الحالي .. حينها سنرى

الصنبور أساس المشكلة ، كثيرين يديرون حياتهم في مستنقع من

الفشل و مازال لديهم الإصرار على كنس الماء بمفردهم في صمت ،

لايريدون أن يعترفوا بالفشل لا يريدون أن ينظروا من أين سقطوا و يتوبوا .

 

أنه الآن الوقت المناسب للإعتراف بالفشل أمام الله في إيجاد حل بمفردنا .

.. إنه وقت البحث عن الصنبور لإغلاقه.

( أى أذكر من أين سقطت و تب )
 

صموئيل جورج