الرئيسية » إعداد خدام » تأملات

دروس روحية من شخصيات كتابية - شخصية إستفانوس

 

إستفانوس أسم يونانى  ومعناه " تاج أو متوج أو إكليل من الزهور "، ويشتهر استفانوس بأنه أول شهيد في الكنيسة المسيحية ، فقد افتتح عصر البطولة في احتمال الاضطهاد حتى الموت ، كما أنه جدير بأن يسمى " المدافع الأول عن المسيحية " حيث أن دفاعه هو الذي أودى به إلى الموت شهيداً (حوالي 36 أو 37 م ) ونتعلم منه:-

 

1- الإمتلاء من الإيمان:  "فَاخْتَارُوا اسْتِفَانُوسَ رَجُلاً مَمْلُوّاًمِنَ الإِيمَانِ"(أع6: 5)، ما أحلى حياة الإيمان التى عاشها الكثيرين من رجال الله، هذا الرجل الذى عاش ممتلئ من الإيمان بربنا يسوع المسيح، بل ايضاً الإيمان العامل بمحبه عظيمة للأخرين.

 

2- الإمتلاء من الروح القدس: "فَاخْتَارُوا اسْتِفَانُوسَ رَجُلاً مَمْلُوّاً مِنَ الإِيمَانِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ"(أع6: 5)،الروح القدس هو الأقنوم المظلوم فى كنيسة الله وفى حياة المؤمنين،  الروح القدس ليس طائفة ولا عقيدة بل هو شخص الله، ومعنى الملئ بالروح القدس كم أخذ الروح القدس فىّ وليس كم أخذت أنا من الروح القدس، فأنا وأنت صديقى هل يملك الروح القدس على القلب والعواطف والمشاعر والميول والراغبات؟، أم أن هناك أمور جسدية؟ لينطبق علينا المكتوب "وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ.لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهَذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ"(غل5: 16-17).

 

3- الحياة الممتلئة بالقوة: "وَأَمَّا اسْتِفَانُوسُ فَإِذْ كَانَ مَمْلُوّاً إِيمَاناً وَقُوَّةً كَانَ يَصْنَعُ عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَظِيمَةً فِي الشَّعْبِ"(أع6: 8)،  ما أحلى الحياة الممتلئة بالقوة فهكذا كان يفعل سيدنا يجول يصنع خيراً  ويشفى جميع المتسلط عليهم إبليس، وهكذا قال لتلاميذه ولكل المؤمنين قبل صعوده للسماء "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي"(يو14: 12)،  فكم يحتاج العالم المسكين من حولنا إلى قوة الله فينا؟، أصلى أن تكون حياتنا ممتلئة بقوة الله.


4- الحياة الممتلئة بالحكمة:  "وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُقَاوِمُوا الْحِكْمَةَ وَالرُّوحَ الَّذِي كَانَ تَكَلَّمُ بِهِ"(أع6: 10)، لقد حولنا الحكمة فينا إلى صمت فى حياتنا، لقد غلفنا خوفنا بالحكمة، ولكن الحكمة الحقيقة هى تقديم الحق المحرر للجميع، والحكمة الإلهية لا يستطيع أحد أن يقاومها.

 

5- الحياة الممتلئة بحضور الله: "فَشَخَصَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الْجَالِسِينَ فِي الْمَجْمَعِ وَرَأَوْا وَجْهَهُ كَأَنَّهُ وَجْهُ مَلاَكٍ"(أع6: 15)، موسى على الجيل جالس أمام الرب عندما نزل إلى الشعب كان جلد وجهه يلمع، وهاهو إستفانوس الممتلئ بحضور الله يعكس مجده ونوره لجميع  الذين فى المجمع، ونحن ماذا عنا وماذا عن حضور الله ومجده فى حياتنا؟

 

6- الحياة الممتلئة بالحق: " فَأَجَابَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ اسْمَعُوا..."(أع7: 2)، ما أروع عظة رجل الله إستفانوس التى تبدأ من أبو الأباء إبراهيم ودعوته حتى تجسد المسيح وموته وقيامته، فما اروع معرفة كلمة الله والحق الذى يحررن فهذا ما قاله الرب لشعبه " قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلَهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضاًبَنِيكَ"(هو4: 6)، فعدم المعرفة يجلب الهلاك والسبى وأيضاً رفض من الخدمة ولأنك نسيت شريعة إلهك أنسى أنا أيضاً بنيك يقول الرب.

  

7- الحياة الممتلئة بالتضحية: "فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: «أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي»"(أع7: 59)، إستفانوس يضع حياته على المذبح من أجل الرب يسوع، ويصلى ويدعو ويقول أيها الرب يسوع أقبل روحى، ونحن صديقى ماذا قدمنا لله؟ هل هناك ما يطلبه الرب منك وأنت لا تستطيع أن تضعه بحب أمام الرب على المذبح؟ اصلى للرب أن يمنحنا القوة والمحبة المضحية من أجله أن نضع الثمين والغالى عند قدمىّ السيد وأن نكسر كل طيب ، وأن نقدم إسحاق الغالى على المذبح محرقة أمامه.

 

8- الحياة الممتلئة بالغفران: "فَكَانُوا ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا رَبُّ لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ». وَإِذْ قَالَ هَذَا رَقَدَ" (أع7: 60)، تعلم هذا الدرس من سيده على الصليب الذى غفر لصليبيه، وأنت صديقى هل جُرحت من أقرب الناس إليك؟، هل لا تستيع أن تغفر وجروحك عديمة الشفاء، هل صنعوا معك مثل ما فعلوا بإستفانوس لكنه يطلق لهم غفران الله، ومن المؤكد أن يستطيع أن يمنحك هذه القوة للغفران إن طلبت ذلك من الرب فيشفى أعماقك ويتلامس مع المخطيئين فى حقك.                                                                                        

         

القس/ ناشد غالي

   رسالة الخلاص