الرئيسية » إعداد خدام » تأملات

دروس روحية من شخصيات كتابية - شخصية أليعازر الدمشقى

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِعَبْدِهِ كَبِيرِ بَيْتِهِ الْمُسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ: "ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي. فَأَسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ إِلَهِ السَّمَاءِ وَإِلَهِ الأَرْضِ أَنْ لاَ تَأْخُذَ زَوْجَةً لِابْنِي مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ. بَلْ إِلَى أَرْضِي وَإِلَى عَشِيرَتِي تَذْهَبُ وَتَأْخُذ زَوْجَةً لِابْنِي إِسْحَاقَ (تك24: 2-4)

 

اليعازر كلمة عبرية معناها "الله قد أعان"،  وهو وكيل بيت ابراهيم وخادمه الأمين،  ونتعلم منه:-

 

1- اليعازر العبد الممتلك من سيده:  "هُوَذَا ابْنُ بَيْتِي"(تك15: 3)، كان العبد يُشترى بالمال أو من مواليد العبيد الممتلكين للسيد، ونحن أيضاً قد أشترانا السيد له المجد بأغلى ثمن "لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُم وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ لِلَّهِ"(1كو6: 20)، وأنت وأنا صديقى هل نحن ملك للسيد بالفعل؟.

 

2- اليعازر العبد الأمين:  كان لدى إبراهيم 318 عبداً حاملى سلاح، ولكن هذا العبد يقول عنه المستولى على كل ما كان له، وهذا قول السيد له المجد "فَمَنْ هُوَ الْعَبْدُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ فِي حِينِهِ؟"(مت24: 45).

 

3- اليعازر العبد المُطيع: " بَلْ إِلَى أَرْضِي وَإِلَى عَشِيرَتِي تَذْهَبُ وَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِابْنِي إِسْحَاقَ"(تك24: 4 )، بالفعل قام وذهب مطيعاً لسيد وفعل مشيئة إبراهيم، فما أروع الطاعة الكاملة للسيد وأضم صوتى مع الإبن لحبيب بروح النبؤة "أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلَهِي سُرِرْتُ"(مز40: 8).

 

 4- اليعازر  العبد المُصلى: "وَقَالَ: "أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ يَسِّرْ لِي الْيَوْمَ وَاصْنَعْ لُطْفاً إِلَى سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ" (تك24: 14)، ما أروع العبد والخادم الذى يبدأ طاعته بالصلاة، ويضع الموضوع بجملته بين يدى الرب ويطلب المعونة من الرب القدير، ويطلبه كم تعلم من إبراهيم سيده وطلبه كإله سيده إبراهيم الذى لم يتركه أبداً من وقت أن دعاه.

 

5- اليعازر العبد الشاكر: " فَخَرَّ الرَّجُلُ وَسَجَدَ لِلرَّبِّ. وَقَالَ: "مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الَّذِي لَمْ يَمْنَعْ لُطْفَهُ وَحَقَّهُ عَنْ سَيِّدِي. إِذْ كُنْتُ أَنَا فِي الطَّرِيقِ هَدَانِي الرَّبُّ إِلَى بَيْتِ إِخْوَةِ سَيِّدِي""(تك24: 26-27)، بدأئها بالصلاة وعند الإستجابة يخر ساجداً للرب،  ما أكثر المصليين وعندما يعطيهم الرب ينسوا صاحب العطية، شفى العشرة البرص ونسى التسعة أن يشكروا الرب الشافى إلا ذاك غريب الجنس.

 

6- اليعازر العبد  المخلص :   يهمه مجد سيده وأيضاً هو موضوع حديثه "وَوُضِعَ قُدَّامَهُ لِيَأْكُلَ. فَقَالَ: "لاَ آكُلُ حَتَّى أَتَكَلَّمَ كَلاَمِي". فَقَالَ: "تَكَلَّمْ". فَقَالَ: "أَنَا عَبْدُ إِبْرَاهِيمَ.وَالرَّبُّ قَدْ بَارَكَ مَوْلاَيَ جِدّاً فَصَارَ عَظِيماً"(تك244: 33-35)، ما أروع أن يكون موضوع حديثنا وإهتمامنا وشهادتنا، فنحن كثيراً ما نتحدث أن نفوسنا وخدمتنا أكثر من حديثنا عن سيدنا.

 

7- اليعازر العبد  المحمل بخيرات سيده :  "وَجَمِيعُ خَيْرَاتِ مَوْلاَهُ فِي يَدِهِ... وَأَخْرَجَ الْعَبْدُ آنِيَةَ فِضَّةٍ وَآنِيَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباًوَأَعْطَاهَا لِرِفْقَةَ وَأَعْطَى تُحَفاًلأَخِيهَا وَلأُمِّهَا."(تك24: 10، 53)، هل نقدم خيرات ونعم سيدنا للعالم المسكين المحتاج؟ خلاصه والبشارة السارة، وسلامه وشفائه للمتألمين؟ بل أصبحنا آنانين ولمالآخرين بخيرات المسيح الحبيب.

 

8- اليعازر العبد الحكيم:  لا يضيع الوقت بل يسعى فيه لمجد سيده "فَقَالَ لَهُمْ: "لاَ تُعَوِّقُونِي وَالرَّبُّ قَدْ أَنْجَحَ طَرِيقِي. اصْرِفُونِي لأَذْهَبَ إِلَى سَيِّدِي"(تك24: 56)، 

ما أكثر الذين يخطف العالم حياتهم جرياً وراء السراب، وما أكثر الذين يهدرون الوقت، لكن قلب الحكيم يعرف الوقت وقيمته، فهل حياتنا مكرسة للسيد ويملك عليها بالكامل؟ أم أن سنين العمر تضيع فى إثر السراب؟

 

9- اليعازر رفيق الرحلة :  "قَامَتْ رِفْقَةُ وَفَتَيَاتُهَا وَرَكِبْنَ عَلَى الْجِمَالِ وَتَبِعْنَ الرَّجُلَ. فَأَخَذَ الْعَبْدُ رِفْقَةَ وَمَضَى"(تك24:  61)،تحمل مشاق الرحلة الطويلة ومخاطر البرية الصعبة، متحدثاً بكل تاكيد عن العريس المبارك الذى ينتظر عروسه، والرائع أنه وصل بالرحلة إلى النهاية، وما أروع هذه اللحظات وقت اللقاء وفرحة رفقة بعريسها وفرحة اليعازر الذى أتم عمل سيده ، وبل وأيضاً فرحة العريس إسحاق بعروسه، وهذه ما سيحدث تماماً عند وصول الكنيسة إلى عريسها المسيح المبارك الذى خطبها لنفسه بدمة، وفرحة الكنيسة

 

 

القس/ ناشد غالي

  رسالة الخلاص