الرئيسية » إعداد خدام » موضوعات تهمك

بريد الخدام

بريد الخدام 16

نياماً من الحزن


" ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه فوجدهم نيامًا من الحزن "     

       لوقا 22 : 45

لماذا حزن التلاميذ ؟ ربما لأن يسوع أخبرهم أن أحدهم سيسلمه في تلك الليلة، أو لأنه قال لبطرس

 

أنه سينكره 3 مرات، أو ربما لأنهم قبلها كانوا يتشاجرون من منهم هو الأعظم …


لقد كان التلاميذ في حاجة شديدة للصلاة مع يسوع فقال لهم " قوموا و صلوا لئلا تدخلوا في تجربة "

 

لو 22 : 46 و لنا أن نتخيل ماذا كان سيحدث إذا صلوا.. ربما كان بطرس يتقوى فلا ينكر المسيح،

 

ربما كانوا يرافقوا يسوع و لا يهربوا.. لكنهم لجأوا للنوم !


أحيانًا كثيرة تواجهنا هموم و مضايقات تحزننا و تجد المؤمن نسى يد الله الصالحة و ركز على حزنه و يقول بفمه :

 

أنا مكتئب، أنا حالتي صعبة جدًا،معلش يا جماعة بس الفترة دي… ، و تجده يخلد للنوم !! فيهمل خلوته و

 

يترك خدمته و يتحدث بالضعف و لا يذكر إلا همومه و أحزانه .. و تظهر حالة الضعف و الخمول .. و يطول وقت النوم


لكن السؤال هو : هل هناك وقت للنوم ؟ و هل النوم هو الحل ؟ .. هل ترك المسئولية و

 

أخذ فترة نوم سيرجع الأمور إلى وضعها الطبيعي؟


أتخيل التلاميذ و هم نيام يحلمون بكوابيس و بأن أحدهم يسلم المسيح.. فنجدهم ما إن استيقظوا

 

حتى استل بطرس سيفه و قطع أذن العبد في اندفاع و عدم تفكير و بعدها هربوا و انكروا و ..

 

هل النوم حل المشكلة ؟؟ بالعكس، لقد زاد الأمور سوءًا


على الجانب الآخر نجد المسيح في نفس الوقت و المكان كان يمر بأصعب لحظات حياته لقد كان

 

مكتئبًا جدًا كما يقول الكتاب و لكننا وجدناه رغم ذلك الهم الهائل يصلي و يتضرع و يجاهد صارخًا للآب

 

من هول الصليب فكانت النتيجة أنه جاءت ملائكة لتقويه و قام في قوة مواجهًا مسلميه حتى

 

سقطوا على الأرض من هيبته و أتم الفداء حتى النهاية .


قد يكون سبب النوم هو الشعور بأن أي فعل يقوم به شخص مكتئب ستكون له نتائج سلبية فالأفضل

 

الانتظار حتى تتحسن الأمور فأصبح صالحًا للعمل .. و لكن السؤال : منذ متى و أنا أصلح للخدمة

 

و نجاحها معتمد على حالتي ؟؟


إيليا شعر بوحدته و الخطر الذي يلاحقه فهرب " و أتى و جلس تحت الرتمة و طلب الموت لنفسه..

 

و اضطجع و نام " 1 ملوك 19 : 5،4 لقد ظن أنه لا يصلح لشيء و لكن في حنان الرب أرسل له ملاكاً

 

سأله أن يأكل و يشرب فقام و سار بقوة تلك الأكلة 40 يوماً و استخدمه الرب بقوة عظيمة

 

مشجعاً إياه إلى أن أكمل رسالته و صعد إلى السماء .


إذا كنت حزينًا أو مهمومًا لأي مشكلة أو تشعر باحباط أو يأس أو تقصير فلا تلجأ للنوم

 

بل تأكد أن الله عنده حل و خطة عظيمة لمستقبلك و لكناحذر من استمرار حالة النوم.

ديفيد نشأت سامي